حواء : تكوينها وخصائصها
من أنا ؟من أنت ؟
أنا وأنت حواء .
من هي حواء ؟
إنها زوجة سيدنا آدم عليهما السلام .
ونحن من نحن ؟نحن بناتها .
أليس غريبا ألاّنعلم شيئا عن أمنا ؟
أنعرف كيف خلقت ؟
خلقت من ضلع !!!!وأي ضلع هذا ؟قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية للبخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : “استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه؛فإذا ذهبت تقيمه كسرته؛وإن تركته لم يزل أعوج ؛ فاستوصوا بالنساء خيرا”
إذن إنها من ضلع وليس محدداً من ضلع آدم عليه السلام ؛فلماذا يتهموننا أننا من ضلوع الرجال العوجاء .
فالحديث([1]) لم يصرح بهذا ؛بل يوصي رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الرجال بالنساء خيرا ويأمرهم بحسن عشرتهنّ وتحمّلهن ؛ويبين طبيعة النساء العجيبة .
لقد صرَح رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنّ المرأة خلقت من ضلع ؛وإن الضلع لا يمكن تقويمه وإزالة إعوجاجه ؛كذلك المرأة لا يمكن تقويمها
([1]) الخالدي، صلاح عبد الفتاح، سيرة آدم عليه السلام، دراسة تحليلية، الأردن، مؤسسة الوراق والتوزيع، 2003م، ص75بتصرف.
وإزالة إعوجاجها ؛ولابد من التعامل معها على هذا الأساس ؛والإستمتاع بها على عوجها.
فإن الحديث لا يدل على خلق حواء من ضلع آدم عليه السلام والحديث بالأصل لم يتحدث عن أمنا حواء عليها السلام ؛بل تحدث عن المرأة عموما ؛ويعرفنا على طبيعة كل إمرأة من بنات حواء .
بيّن الحديث طبيعة المرأة المعوجة ؛وهذا ليس إعوجاجا ماديا ؛وإنما هو إعوجاج نفسي معنوي وهو يشير إلى التركيب النفسي العاطفي الإنفعالي للمرأة بشكل عام ؛فالله الحكيم خلق المرأة –على الغالب –عاطفية إنفعالية مندفعة ؛وذلك لتحقق وظيفتها في الحياة .
إذن حواء عليها السلام لم تذكر في آيات الله عزوجل :إسمها ولا كيف خلقت ؛ولكن ذكر في القرآن الكريم أنّ آدم عليه السلام وزوجه خلقا من نفس واحدة ؛قال تعالى 🙁 يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً)(سورة النساء :الآية:1).
يخبرنا الله عزوجل أنه خلقنا من “نفس واحدة”وخلق من هذه النفس الواحدة زوجها .
والمراد بالنفس الواحدة هنا النفس الإنسانية ؛التي تتمثل فيها الطبيعة البشرية ؛هذه النفس المكونة من مادة وروح ؛والمتمثل فيها الكيان البشري بما فيه من أعضاء وأجهزة يقوم عليها جسمه المادي ؛وبما فيه من مشاعر وأحاسيس ؛وصفات وسمات ؛وغرائز وشهوات ؛وآمال وتطلعات ؛وما فيه من قلب وروح وتصور وفكر وخيال ……هذا الكيان الإنساني كله هو النفس الواحدة التي خلقها الله .
وخلق الله من هذه النفس الواحدة المتكاملة الرجل ؛ثمّ خلق من هذه النفس الواحدة المتكاملة المرأة .
وأول نموذج عملي للنفس الواحدة هو آدم أبو البشر عليه السلام الذي تمثلت فيه النفس الواحدة بكامل خصائصها وسماتها ….
وثاني نموذج للنفس الواحدة زوجه حواء ؛التي خلقها الله عزوجل ؛وجعلها زوجا له ؛وتمثلت فيها النفس الواحدة بكامل خصائصها وسماتها ؛مع فروق فردية جعلها الله الحكيم –بيولوجيا وعاطفيا- بين الرجل والمرأة ؛ليقوم كل منهما بدوره في الحياة([1]).
وبعد أن علمنا أنها من خلق الله عزوجل ومن نفس إنسانية واحدة ؛تعاليّ نتساءل ما خصائص حواء ؟وما دورها في الأسرة ؟ولماذا قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها شقيقة الرجال؟كل الأجوبة نجدها في كتابي :حواء :تكوينها ((النساء شقائق الرجال))
وخصائصها .وختاما آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
د.شيرين لبيب خورشيد
بيروت في 30\11\2015
([1]) الخالدي، صلاح عبد الفتاح، سيرة آدم عليه السلام، دراسة تحليلية، الأردن، مؤسسة الوراق والتوزيع، 2003م، ص 77 بتصرف.