أحدث الأخبار

مفهوم القيم

مفهوم القيم

قال الله تعالى: ﴿ ذَلِكَ الدينُ الْقَيمُ فَلاَ تَظْلِمُوا فِيهِن ﴾ [التوبة: 36].

وقال تعالى: ﴿ أَمَرَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِياهُ ذَلِكَ الدينُ الْقَيمُ ﴾ [يوسف: 40].

وقال تعالى: ﴿ ذَلِكَ الدينُ الْقَيمُ وَلَكِن أَكْثَرَ الناسِ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ [الروم 30].

وقال تعالى: ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدينِ الْقَيمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ ﴾ [الروم 43].

وقال تعالى: ﴿ قَيمًا لِيُنْذِرَ ﴾ [الكهف 2].

وقال تعالى: ﴿ فِيهَا كُتُبٌ قَيمَةٌ ﴾ [البينة: 3].

وقال تعالى: ﴿ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيمَةِ ﴾ [البينة 5].

ومعنى القيم في سورة الروم؛ أي: المستقيم الذي لا عوج فيه عن الحق والخير ومحاسن الأخلاق والسلوك؛ أي: فأقم وجهك أيها الإنسان الموضوع في الحياة الدنيا موضع الابتلاء، واجعَله موجهًا دومًا للدين القيم وهو الدين الذي اصطفاه الله الرب لعباده؛ ليؤمنوا به وليعملوا بأحكامه وتعاليمه ما داموا في الحياة الدنيا؛ أي: فاجعل وجهك دومًا موجهًا للدين القيم حتى آخر رحلة امتحانك في الحياة الدنيا، من قبل أن يأتي يوم هو يوم الدين الذي لا مرد له، وهو يأتي من الله جل جلاله وعظم سلطانه[1].

أما في «لسان العرب»[2]: فقال: القيم: الاستقامة، وفي حديث: «قل آمنت بالله ثم استقم»، فُسِّر على وجهين، قيل: هو الاستقامة على الطاعة، وقيل: هو ترك الشرك، أبو زيد: أقمت الشيء وقومته، فقام بمعنى استقام، وقال في معنى قوله تعالى: ﴿ وَلاَ تُؤْتُوا السفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ التِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَامًا ﴾ [النساء: 5].

وقال الزجاج، قرئت: جعل الله لكم قيامًا (قيمًا)، قال: وقد يفتح، ومعنى الآية: جعلها الله قيمة الأشياء، وفيها تقوم أموركم.

ومما سبق يتضح أن مادة «قَوَمَ» استعملت في اللغة لعدة معانٍ، منها قيمة الشيء وثمنه. والاستقامة والاعتدال ونظام الأمر وعماده، والثبات والاستمرار، ولعل أقرب هذه المعاني لموضوع بحثنا، هو الثبات والدوام والاستمرار[3].

أما علماء الاجتماع والتربية، فيعرفون القيم بأنها محكات ومقاييس نحكم بها على الأفكار والأشخاص والأشياء، والأعمال والموضوعات، والمواقف الفردية والجماعية؛ من حيث حسنها وقيمتها والرغبة بها، أو من حيث قيمتها وعدم قيمتها، وكراهيتها، أو في منزلة معينة ما بين الحدين[4].

كما عرف التربويون القيم بتعريفات كثيرة؛ منها:

1- مجموعة من المبادئ والقواعد والمثل العليا التي يؤمن بها الناس، ويتفقون عليها فيما بينهم، ويتخذون منها ميزانًا يزنون به أعمالهم، ويحكمون بها على تصرفاتهم المادية والمعنوية.

2- مجموعة من الأحكام المعيارية المتصلة بمضامين واقعية، يتشربها الفرد من خلال انفعاله وتفاعله مع المواقف والخبرات المختلفة، ويشترط أن تنال هذه الأحكام قبولًا من جماعة اجتماعية معينة؛ حتى تتجسد في سياقات الفرد السلوكية أو اللفظية أو اتجاهاته واهتماماته.

3- قيم المسلم تعني المعتقدات والأحكام التي مصدرها القرآن والسنة، يتمثلها ويلتزم بها الإنسان المسلم، ومِن ثَمَّ تتحدد في ضوئها علاقته بربه، واتجاهه نحو حياته في الآخرة، كما يتحدد موقفه من بيئته الإنسانية والمادية، وبتعبير آخر اتجاه نحو الحياة الدنيا، فهي معايير يتقبلها ويلتزم بها المجتمع المسلم وأعضاؤه من أفراد المسلمين، ومن هنا فهي تشمل وجدانهم، وتوجه سلوكهم على مدى حياتهم، لتحقيق أهداف لها جاذبيتها ويؤمنون بها.

4- ويرى البعض أنها عبارة عن مجموعة الصفات أو السمات التي حث عليها القرآن الكريم والسنة النبوية التي تحدد شخصية المسلم وَفق منهج متكامل، وتنظم سلوكه وعلاقته بالله والكون وبمجتمعه وبنفسه، وتعمل معاييرَ أو أطرًا مرجعية موجهة للسلوك ضابطه له[5].

ومن خلال التعريفات السابقة يمكن استخلاص تعريف مختصر للقيم يشير إلى أن القيم عبارة عن:

معايير وجدانية فكرية يعتقد بها الأفراد، وبموجبها يتعاملون مع الأشياء بالقبول أو الرفض[6].


[1] معارج التفكر ودقائق التدبر 15/ 171.

[2] العلامة أبو الفضل: ابن منظور، لسان العرب، بيروت، دار صادر، ط1 1374هـ، 1955م، المجلد الثاني عشر، ص499، 504 بتصرف.

[3] أروى بنت عبدالله محمد الفقيه، بحث في القيم، المملكة العربية السعودية، جامعة الإمام محمد بن سعود 1430 \1431 ص4.

[4] ماجد عرسان الكيلاني، فلسفة التربية، دراسة مقارنة بالفلسفات التربوية، الأردن، دار الفتح للدراسات الإسلامية ط1 1430هـ 2009م ص427.

[5] عبد رب الرسول مرجع سابق 2004م ص11 ـ 12.

[6] سميح أبو مغلي وآخرون التنشئة الاجتماعية للطفل الأردن، دار البازوري العلمية للنشر والتوزيع 2002م 2167.