قصص نبوية بأسلوب تربوي جديد
بسم الله الرّحمن الرّحيم.
والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصّالحات، الحمد لله حمداً كثيراً طيّباً مباركاً فيه، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد خاتم النّبيّين والمرسلين، وقدوة للعالمين، صلوات ربّي وسلامي عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين…
أمّا بعد:
بفضل الله تعالى ومنّه وكرمه أسطّر حالياً مقدّمة الجزء السّابع والأخير من سلسلة قَصص نبويّة بأسلوبٍ تربويٍّ جديد…
وها أنا ذا أبعثر أوراقي التي سطّرت عليها مجهوداً كبيراً في إعداد هذه الموسوعة…
تصفّحتها بعجالة لتذكّرني بسنوات مضت سرت فيها بهذا الطّريق أنا والأستاذة آمنة منير عانوتيّ التي وافتها المنيّة في 16 ربيع الأوّل 1430هـ الموافق 13 آذار 2009، تسع سنوات سعينا فيها جاهداتٍ بين أروقة الجامعات والمعاهد والمكتبات لنجد معلومة صحيحة ترشدنا إلى سواء السّبيل, بين سخرية البعض وتشجيع بعضهم وهم قلّة قليلة…
في عام 2006م أنهينا وضع مسوّدات القَصص الثّلاثين, وكتبنا الرّسائل إلى جميع الجهات المختصّة بالدعوة إلى الله وأرسلناها نخبرهم بها عن هذا المشروع, فاستجاب للأمر ثلاثة فقط ممّن هم غيورون على أبناء هذه الأمّة… ألا وهم الدّكتور صلاح الخالديّ الذي واكبني في تصحيح 19 قصّة…
والدّكتور ماجد عرسان الكيلانيّ رحمه الله. من الأردن.
والدّكتور خالد الصّمديّ من المغرب جزاه الله عنّي كلّ خير, وهنا من لبنان استجاب للنداء الدّكتور يوسف مرعشليّ والدّكتور غسّان سنّو رحمه الله…
أمّا الأستاذة عبلة بساط جمعة فكانت لها الأيادي البيضاء في المشاركة التّربويّة لجميع القَصص جزاها الله عنّي خيراً…
هذا كلّه خلال تسعة أعوام وقبل وفاة الأستاذة آمنة منير عانوتيّ…
نعم كنّا ثلاث مشتركات في الإعداد والتّأليف والتّصميم… حيث شاركتنا الأستاذة ندى عيتانيّ جزاها الله عنّي خيراً في تصميم هندسيّ للقَصص لكن لم نعتمد عليه في موسوعتنا الجديدة لثقل التّكلفة للقصّة الواحدة…
أبحر مشروعي عبر البريد ليصل إلى كلّ من حسبته وقتها غيوراً على معرفة الحقّ…
لكن… لا حياة لمن تنادي… ولمَ لا؟ لا أدري…
لكن بعد عام 2013 وعقب انتهائي من رسالة الماجستير : “حقيقة المهديّ في الشّرائع الثّلاث”…
عرفت الحقيقة المرّة التي تعيشها الأمّة في غفلتها, ونومها العميق… وبدأت في السّير وحدي لكن بمنحى آخر, وطريق مستقيم صحيح.
وفي عام 2017 كانت ولادة القصّة الأولى من هذه السّلسلة، والتي أعدت تصحيحها بنفسي بعدما صحّحها الدّكتور صلاح الخالديّ…
ساعدتني في إنجاز الجزء الأوّل والثّاني كل من: الأستاذة هيام عيتاني ـ الأستاذة سحر لبّان ـ والأستاذة ريما محمّد الغزال. وبدأت المسيرة على نور وبصيرة بفضل من الله تعالى بمواكبة من الدّكتور غسّان سنّو رحمه الله الذي نقّح ونسق الخطط التّربويّة التي وضعتها وأجازني عليها.
وبعد إصابتي بوعكة صحّيّة ساعدتني الأستاذة فاطمة سعيد الشّبعان، والأستاذة نوال محمّد نبعة مع بقاء الأستاذة هيام كامل عيتاني خشّوف في مشروعي هذا بتصحيح أسلوب التعبير وتصويب الأخطاء اللغوية فجزاهنّ الله عنّي خيراً…
مجهود جبّار ساهمن في إخراجه في أبهى حلّة وأروع صورة _(يا رب تقبّل, واجعله في صحيفة أعمالهنّ)_ كما ولن أنسى الجنديّ الخفيّ الأستاذ “فادي أحمد السّيّد” في حسن خلقه لسعة صدره وصبره علينا نحن النّسوة في صفّ هذه السّلسلة مع طباعتها وإخراجها وإصدارها جزاه الله خيراً…
كما سأسطّر في التّمهيد لهذا الجزء جميع الدّراسات التي تابعناها لتكون اللبنة الأساسيّة في أهمّيّة التّربية بالقَصص القرآنيّ حيث تربّى الصّحابة الكرام عليها في مكّة المكرّمة لفترة دامت 13 سنة, وحازوا بعدها خير القرون قرني ثمّ الذي يليه…
يا ربّ يا من بنعمته تتمّ الصّالحات، يا ربّ لك الحمد حمداً كثيراً طيّباً أن أتممت عليّ إعداد هذه الأجزاء السبعة قبل حلول شهر رمضان المبارك لتكون لنا الفرحة فرحتين… سبحانك ربي إنّك نعم المجيب…
وفي الختام أدعو الله عزّ وجلّ أن يتقبّل منّا أعمالنا ويجعلها خالصة لوجهه الكريم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
د.شيرين لبيب خورشيد
بيروت في يوم الجمعة: 3 جمادي الآخرة/ 1440الموافق: 8/2/2019